كيف أستفيد من يوتيوب دون استخدام تطبيقه الرسمي أو امتلاك حساب على gmail

نُشر يوم 15 فيفري 2020 بواسطة يوغرطة بن علي (Youghourta Benali)


منذ أن قررت الاستغناء على جوجل وخدماتها على هاتفي واجهتني العديد من التحدّيّات. إحدى هذه التحدّيّات والتي استهلكت مني الكثير من الوقت والجهد لإيجاد حل جيّد لها هو التخلص من تطبيق Youtube وإيجاد طريقة لاستفادة منه دون الحاجة إلى خدمات جوجل أو حساب على gmail.

بداية كانت أول خطوة هي مجرد البحث عن تطبيق بديل. أفضل البدائل التي وجدتها هما تطبيقا NewPipe و Skytube (كلاهما متوفر على جوجل بلاي أيضا) وهما تطبيقان جيّدان، خاصة newPipe والذي في رأيي يقدّم من الخصائص ما لا تجده حتى على تطبيق يوتيوب الرسمي، خاصة استعراض الفيديوهات من دون أيّة إعلانات، إمكانية تحميل الفيديوهات (أو النسخة الصوتية منها) بشكل سهل، أو حتى تشغيل فيديو في الخلفية (إن كان يهمّك الصوت فقط) وغيرها من الخصائص.

إلى هنا الأمر جميل. يبقى فقط إشكال متابعة نفس القنوات التي كنت تتابعها من قبل.

قد تفكر في فتح حسابك gmail على التطبيق، لكنها فكرة غير صائبة، حيث قد توقف جوجل حسابك كلّيّة لانتهاكك قواعد الاستخدام، فبحكم أن هذه التطبيقات تسمح لك بالقيام بأمور هي محرّمة في نظر جوجل، خاصة ما تعلق منها بالتخلص من الإعلانات، فإن توقف حسابك جد وارد.

تصدير الاشتراكات واستيرادها

تبقى أمامك إمكانية تصدير الاشتراكات من حسابك على يوتيوب واستيرادها على التطبيق الذي تختاره وهنا تبدأ مشاكل أخرى في الظهور.

بداية تسمح يوتيوب بتصدير الاشتراكات على شكل RSS حيث يكفي أن تزور الرابط التالي لتحصل على اشتراكاتك (لا تقلق سيوفر لك التطبيقان السابقان الرابط على صفحة الاستيراد والتصدير):

https://www.youtube.com/subscription_manager?action_takeout=1

بعد ذلك يكفي أن تستورد الملف على التطبيق الذي اخترته لتظهر لك اشتراكاتك.

إلى هنا الأمر جيّد، وكان يفترض به أن يكون كافيًا، لكن ما لاحظته خلال الأشهر الماضية هو عدم قدرة التطبيقات على إبقائك على اطّلاع على جديد ما في القنوات التي تتابعها. فعلى newPipe تظهر الفيديوهات بشكل عشوائي وستحتاج إلى الدخول إلى كل قناة لتفقّد جديدها، أما تطبيق skyTube فبعد تغيير أحد مفاتيح الواجهة البرمجية التي كانت يستخدمها التطبيق (هل فعلا كان ذلك هو السبب؟) أصبح التطبيق شبه عاجز، حيث وبحكم شهرة التطبيق وكثرة مستخدميه، يتم استهلاك كل الطلبات التي تُنفّذ عبر الواجهة البرمجية ليوتيوب بشكل سريع، وتظهر رسالة خطأ تطلب منك إعادة التجربة بعد منتصف الليل (أي بعد أن يتم تصفير العداد). صحيح بأنه يمكنك إنشاء حساب مطور وتوليد مفتاح خاص بك لاستهلاك الواجهة البرمجية ليوتيوب، لكنك قد تقع في المشكل الأساسي الذي هربت منه، ستعرف يوتيوب/جوجل من تكون وما الذي تشاهده، كما أنه قد توقف حسابك لانتهاكك قواعد الاستخدام.

بعبارة أخرى، جوجل أصبحت تضيّق على جميع البدائل لتدفعك دفعًا إلى استخدام التطبيق الرسمي.

استخدم تطبيق RSS

الحل الذي وجدته والذي أستخدمه حاليًا هو استخدام newPipe لقراءة الفيديوهات، واستخدام تطبيق أو خدمة RSS لإدارة الاشتراكات وحتى تعليم الفيديوهات التي أرغب في مشاهدتها لاحقًا.

بداية شرعت في استخدام Feeder المجاني ومفتوح المصدر لإدارة اشتراكاتي على يوتيوب وهو ما أعطى نتائج طيّبة. لكن لاحظت بعض النقائص. فعلى سبيل المثال التطبيق ليس خدمة سحابية ولا توجد طريقة لمزامنته مع تطبيق أو خدمة أخرى خاصة على الحاسوب. حاجتي لهذه الخاصية سببها أنني عادة لا أكتشف قنوات جديدة على الهاتف (أستخدم الهاتف لاستهلاك المحتوى فقط وليس للبحث) وإنما على الحاسوب، ولا توجد طريقة سهلة وسريعة لإضافة اشتراك جديد من دون هذه الخاصّيّة.

أضف إلى ذلك غياب لأية آلية لمزامنة الاشتراكات الحالية. تعطّل هاتفي خلال هذه الفترة وفقدت العديد من الاشتراكات التي لم تكون محفوظة في أي مكان آخر.

فقررت أن أجرّب Inoreader، فلم أجربه من قبل رغبة مني في إبقاء اشتراكات يوتيوب مستقلة على باقي المواقع التي أتابعها، لكن في نهاية المطاف لم تكن هناك فعلا حاجة لذلك.

بعبارة أخرى، أدير اشتراكات القنوات على inoreader وأشاهد الفيديوهات على SkyTube.

يبقى مشكل واحد سيواجهك مع هذا الحل وهو حاجتك للحصول على خلاصات rss القناة لإضافتها إلى inoreader. الحل يكمن في تنصيب إضافة YouTube RSS Finder على فيرفكس، فلدى استعراض أية قناة سيظهر زر جديد في شريط العنوان بمجرد الضغط عليه يفتح المتصفح صفحة جديدة بخلاصات rss القناة. يكفي أن تنسخ هذا الرابط وتلصقه في خانة البحث على inoreader (أو خدمة الـ rss المفضلة لديك) لتشترك في القناة.

خلاصة

التخلص من جوجل أو أي من خدماتها ليس بالأمر الهيّن، ليس لغياب بدائل جيّدة، وإنما لأن خدمات جوجل صُمّمت لجعل استخدامها سهل لدرجة حتى التفكير في استبدالها يبدو معقّدًا.

لكن الإيجابي في كل هذه القصّة، هو أنه إن كنت تهتم بالخصوصية فهناك دائما حلول، قد تستغرق منك بعض الوقت، لكن بمجرد أن تألفها فلربما سيصعب عليك العودة أيضًا (المسألة مسألة تعوّد فقط).

الحل الذي وجدته هو: Inoreader + NewPipe + YouTube RSS Finder

ربما هناك حلول أخرى أقل تعقيدًا، المهم أن تجرب وتجد الحل الذي يجيب على تطلّعاتك.