الغاية تُبرر الوسيلة، لمحة سريعة على كتاب "الأمير"

نُشر يوم 7 ديسمبر 2019 بواسطة يوغرطة بن علي (Youghourta Benali)


من الكُتب التي -في رأيي- تفوق شهرتها ما يُمكن استخلاصه منه من فوائد.

لم أستطع إكمال الكتاب رغم قِصره النسبي، يُمكن تلخيص ما جاء فيه بالعبارة الشهيرة المُرتبطة باسمه والمُتعلّقة بـ “الغاية تُبرّر الوسيلة”. لا أجد بأن قراءة الكتاب في الوقت الراهن بتلك الأهميّة، وذلك بسبب كثرة الاستشهادات التاريخية التي تكون ذات معنى وأهمّيّة في الحقبة الزمنية التي كُتب فيها الكتاب، والتي لا تعني سوى القليل في الوقت الراهن (خاصّة إذا لم تكن مُطّلعًا على التاريخ الأوروبي).

على كل حال، الكتاب ليس بتلك السوداوية أو بتلك الصورة “الشيطانية” التي عادة ما يوصف به، هو كتاب يصف ما يجب على الأمير أن يقوم به لكي يستقر له مُلكه، ويستشهد بأمثلة من نجح وفشل في ذلك. بعبارة أخرى، هو أقرب ما يكون من وصف الحال (ما قام به السابقون) منه من دليل عملي يجب اتباعه للوصول إلى نتيجة.

ربما يكون أفضل بديل لكتاب الأمير في الوقت الراهن هو كتاب The 48 Laws of Power (تُرجم إلى “قواعد السطوة” وقد يكون “48 قانوناً للقــوة” ترجمة أدق للعنوان)، كتاب آخر لم أستطع إكماله أيضًا، كتاب يُحذّرك كاتبه من قراءته في صفحاته الأولى، حيث يُخبرك بأنك ستُصبح شخصًا مُختلفًا بعد الفراغ من الكتاب، إن كنت مُهتمًا بقواعد السطوة أو الملك أو ما دار في هذا الفلك، فقد ترغب في قراءة هذا الكتاب بدله. كتاب يُمكن وصفه فعليًا بأنه سوداوي، وقد يكون الشيطان قد ساهم فعليًا في تحريره، أو أشرف على مراجعة العديد من فصوله. كتاب يُمكنني أن أصدقّ ما سمعته من قبل على كتاب الأمير، وكيف أنه لا يوجد سياسي واحد في الوقت الراهن إلا ويملك نسخة منه على مكتبه.

سأضيف هذا الكتاب إلى قائمة الكتب التي يكثر الحديث عنها، وأن عدد من يستشهد به أكبر بكثير من عدد من قرؤوه فعليًا.