المعارك الخفيّة لجمع بياناتك الخاصة والسيّطرة عليك، لمحة سريعة حول كتاب Data and Goliath

نُشر يوم 22 أوت 2018 بواسطة يوغرطة بن علي (Youghourta Benali)


تخيل أننا نعيش في زمن يُطلب منك أن تحمل جهاز تعقّب لتعلم السّلطات مكانك بالضّبط وتسجّل جميع تحرّكاتك. تخيّل أنه سيّطلب منك التسجيل في مركز الشرطة (أو في مركز خاص بذلك) جميع صداقاتك، بل ويُفرض عليك أن تُخبر المركز بأية صداقة جديدة، كما يُطلب منك تقديم جميع البيانات التي تخصّك، من كلمات البحث التي تستخدمها للبحث على الإنترنت، إلى مراكز اهتمامك، إلى حالتك الصّحّيّة، وما إلى ذلك. ماذا لو قلت لك بأننا نعيش فعليًا في هذا الزّمن، لكن بدل أن يُفرض عليك الأمر فرضَا وبدل أن تتقدّم إلى مركز الشرطة للتبليغ عن هذه المعلومات، فإننا -وبكل بساطة- نقدّمها للشركات وللسلطات الأمنية على حد سواء على طبق من ذهب وبكل طواعية.

الكتاب يتحدث عن ماكينة تعقّب البشر التي أصبحت امتدادًا طبيعيا لاستخدامنا للتكنولوجيات الحديثة، عن كيف يُمكن معرفة أدق التفاصيل عنّا من خلال الكم الهائل من البيانات والبيانات الوصفية meta data التي “تولّدها” مُختلف التطبيقات الخدمات التي نستخدمها في حياتنا اليومية، عن الأخطار التي تُهدّدنا وتُهدّد خصوصياتنا بسبب ذلك، وكيف يُمكن الحدّ من ذلك (خاصّة للشركات والحكومات).

من بين أهم الأفكار التي ترسّبت لدي بعد الفراغ من الكتاب:

الكتاب احتوى كما مُعتبرًا من المعلومات ومن القصص والأمثلة التي تعطي صورة قاتمة على ما يحدث في مجال التجسس/المراقبة على نطاق واسع، وعالج قضايا في غاية الأهمية، لكن يفتقد -ولكي أستعير من إحدى مُراجعات هذا الكتاب- إلى قصّة أو تسلسل قصصي يسهل تذكّر مُحتواه وتشارك أفكاره مع غيرنا (يعني يصعب تلخيص محتواه في فقرة بسيطة).

إضافة إلى ذلك لم أفهم سر استخدام هذه الصيغة بالذات في عنوان الكتاب، وأقصد هنا استبدال “داوود” بـ “بيانات” في العبارة/المقارنة الشهيرة “داوود وجالوت”.

رغم أن الكتاب لم يحتوِ على معلومات غير متوفرة في مصادر أخرى، إلّا أنه يصلح كمقدّمة جيّدة فيما يخص حماية الخصوصية خاصة للأشخاص الذين لم يسبق لهم الاهتمام بالموضوع أو أنهم لم يعطوا مسألة حماية الخصوصية حقّها من البحث والتفكير.