لماذا يجب عليك أن تتوقف عن تعريب الأسماء التي لا تملك تعريبا رسميا (أو على الأقل أن تُرفق الأصل بالمُعرّب)
نُشر يوم 16 سبتمبر 2014 بواسطة يوغرطة بن علي (Youghourta Benali)
إن كنت تُتابع ما أنشره من مقالات على الإنترنت فإنك قد لاحظت – من دون شك – بأنني لا أُعرب الأسماء الأجنبية وأسماء الشركات والمُنتجات، وتتوسط كتاباتي كلمات أجنبية. فعلى سبيل المثال أكتب Google بدل جوجل أو قوقل، وإن صادفت اسم شركة أو مُنتج، أو شخصية مكتوبا بحروف عربية، فهذا راجع إما لكون الترجمة رسمية، الاسم شائع ومعروف، أو أن الكلمة مُرفقة بأصلها الأجنبي (بحروف لاتينية) في المقال ولو لمرة واحدة.
فعلى سبيل المثال، انتقلت منذ أشهر إلى استخدام “ويكيبيديا” لدى الحديث عن الموسوعة الإلكترونية، أو فيس بوك (وليس فيسبوك) للحديث عن الشبكة الاجتماعية حيث أن الكلمتين آنفتي الذكر هما ترجمتان رسميتان لاسمي الموقعين.
قد تبدو كتابة كلمات بحروف لاتينية وسط فقرة عربية أمرا غريبا، لكن هناك ما دفعني إلى ذلك. بداية، ما لم تتوفر ترجمة رسمية، خاصة لما يتعلق الأمر بأسماء المُنتجات والشركات فما الذي يدفع إلى اعتماد ترجمة بدل أخرى، خاصة لما يحتوي الاسم أصواتا لا تجد ما يُقابلها من حروف عربية. فهل الأصح أن تكتب “جوجل” أو “قوقل” أو “كوكل” (بالمناسبة، لماذا لم تتدخل Google نفسها وتفرض ترجمة رسمية؟).
لكن منذ سنوات وقبل أن ألج عالم التدوين كنت أتابع مُدونة شبايك. أعجبتني مقالاتها ومن بين ما أثار اهتمامي تجربة رءوف شبايك (صاحب المُدونة) في مجال الكتب. في كل مقالات الكاتب كان يتحدث عن موقع يقوم بنشر كتبه عليه وكان يُسميه بـ “لولو”. أمضيت ساعات، لكيلا أقول أيامًا (وقد تكون أسابيع أو شهورا) وأنا أحاول أن أعرف الموقع الذي يتحدث عنه. بحثت على Google وجربت عدة كلمات: loulou، و lolo و lolu وكل ما خطر على بالي من احتمالات، إلا أن Lulu لم تخطر ببالي فنطق Lulu بالفرنسية (اللغة الأجنبية الوحيدة التي كنت أحسنها حينها) بعيد كل البعد عن نطق نفس الكلمة بالإنجليزية ( u في اللغة الفرنسية “رقيق” ويُعد من بين أصعب الأصوات نُطقا إلى جانب e لمن لم يألف الحديث بلغات تحتوي أصواتا “رقيقة”) وباءت كل مُحاولات بحثي بالفشل، فشل كان من المُؤكد تجنبه لو قام صاحب المقال بذكر اسم الموقع بحروف لاتينية lulu ولو لمرة واحدة في كل مقال من مقالاته (أو ربما ذكرها ولم أنتبه لها لعدم ورود الكلمة في الأماكن التي كنت أبحث فيها عنه)..
نفس الأمر حدث معي اليوم، حيث كنت أقرأ مقالا على موقع ساسة بوست حول “الإلحاد الناعم” حيث استهل كاتب المقال مقاله بذكر أسماء فلاسفة وأساتذة إلحاد واكتفى بذكر أسمائهم بحروف عربية، وإن أردت أن تعرف عن أي فيلسوف/أستاذ يتحدث فإن رحلة البحث على Google لن تكون سهلة، حيث أنه للبحث عن “جاري جاتينج” وبدل أن تبحث عن اسمه لتعرف أكثر عليه ستمضي وقتا ليس بالقصير في تخمين كيفية كتابة اسمه (هل هي garry gating أم gari gatting أو jerry jetinj )قبل أن تصل صُدفة إلى أي نتيجة تُذكر (اسم المُراد إيجاده هو Gary Gutting).
حدث آخر “أثار حفيظتي” مؤخرا، حيث كُنت أقرأ كتاب “مبادئ الفلسفة” الذي ترجمه أحمد أمين والذي يُشير الكتاب إلى أن مؤلفه هو " أ. س. رابوبرت”. إلى غاية كتابة هذه السطور لم أهتد بعد إلى معرفة من يكون هذا الكاتب، حيث أن البحث عنه باستخدام اسمه المٌعرب تؤدي كلها إلى نتائج مُتعلقة بالكتاب آنف الذكر. أما لو حاولت تخمين اسمه بحروف لاتينية فلا يسعني إلا أن أقول لك good luck
بالمناسبة، إن كنت تعرف اسم هذا الكاتب، أو اهتديت إلى اسمه فرجاء أعلمني بذلك.
لكن ما الحل إذن؟
في رأيي الحل بسيط. اكتف باستخدام الاسم الأصلي واستعمله في كافة كتاباتك على ذلك النحو، إلى أن ترد ترجمة رسمية. أما فيما يخص الأسماء فمن الأفضل استخدام الأسماء الأصلية أيضا. يُمكن أيضا الاكتفاء بذكر الاسم الأصلي في بداية المقال مع إرفاقه بتعريبه، ثم الاكتفاء بالاسم المُعرب في باقي المقال، حيث أن ذلك سيُسهّل للباحث معرفة الشخصية التي تتحدث عنها. أما لو شاع استخدام الاسم المُعرّب كـ “أينشتاين” مثلا فيُمكن حينها الاكتفاء بالترجمة مع مُراعاة استخدام أشيعها/أصحها (يُمكن الاستعانة بويكيبيديا مثلا لمعرفة الطريقة التي يُعرب بها اسم الشخصية).
خلاصة القول، فكر في قارئ كتاباتك الذي لا يعرف عن ماذا تتحدث، والذي قد يرغب في الاستزادة عبر البحث عن الكلمات المفتاحية الموجودة في مقالك.