كيف تمكنت WordPress من بسط سيطرتها على خُمس الويب العالمي؟
نُشر يوم 28 سبتمبر 2013 بواسطة يوغرطة بن علي (Youghourta Benali)
بالرغم من أننا في حاجة إلى التذكير ما بين الحين والآخر بأن المُدونات لم تمت وأنها ستسجل عودة قوية إلا أن الظاهر أن عودتها لن تكون بنفس الزخم الذي ميز انتشارها السريع خلال السنوات الماضية، حيث أصبح الجميع يعرف قيمتها الحقيقية، كما أننا أصبحنا نستخدم المُدونات بشكل صحيح. أضف إلى ذلك أن الأضواء التي كانت تجذبها المُدونات سابقا أصبحت الآن موجهة نحو الشبكات الاجتماعية، لكن في المُقابل لا يعني ذلك بأن المُدونات مُهددة بالانقراض. في ظل هذه الأوضاع يبرز نجم WordPress و Automattic الشركة الراعية له والتي تقوم بتطوير عدة مُنتجات كـ WordPress.org، WordPress.com، والنسخة مدفوعة الأجر منهما، إضافة إلى مجموعة من الخدمات الجانبية كـ Gravatar، IntenseDebate، BuddyPress، bbPress وغيرها.
احتفلت WordPress مؤخرا بمرور 10 سنوات على انطلاقها (Ten Good Years). عشر سنوات استطاعت خلالها هذه الشركة الناشئة أن تفرض نفسها في ظل منافسة شرسة من شتى الاتجاهات. وفي ظل عملية الشراء المتوالية (Posterous، Tumblr،…) والتغيرات المتلاحقة (كتركيز Google على طبقة Google+ وإهمال Blogger)، إضافة إلى التطور الطبيعي لمنافسَيها Drupal وjoomla اللذين تحولا إلى نظامي إدارة مُحتوى مُتطورين، استطاعت WordPress أن تُغري جزءا كبيرا من المُستخدمين بفضل قاعدتها التقنية الصلبة القابلة للتطويع والتطوير.
لا يُمكن لعاقل أن يُنكر النجاح الكبير الذي حققته WordPress على مر العُشرية الماضية، فليس من المبالغة مثلا أن نقول بأنها استطاعت تغيير وجه الإنترنت خلال هذه العُشرية (WordPress is 10 years old today, here’s how it’s changed the Web). ألق نظرة على هذا العداد لتعرف أن هناك أكثر من 70 مليون مُدونة مستضافة على موقع WordPress.com. هذا هو الجزء الظاهر فقط من الإحصائيات الرسمية لـWordPress، لكن ما خفي من الإحصائيات كان أعظم، ويتجلى الأمر في الصدارة التي تحتلها WordPress في قائمة أنظمة إدارة المُحتوى الأكثر شعبية في العالم حيث يتم استخدامه في أكثر من 20.1% من الويب العالمي بشكل عام، ويحتل حصة الأسد (58.5%) من سوق أنظمة إدارة المُحتوى بشكل خاص، وذلك وفقا لهذه الإحصائيات.
تبدو هذه الأرقام صعبة التصديق لكنها حقيقة يجهلها الكثيرون (حتى المُختصون منا ممن يستخدمون أنظمة إدارة المُحتوى بشكل مستمر)، فإن كان ثلثا الويب العالمي لا يعتمد على أية أنظمة إدارة مُحتوى، فإن WordPress تلتهم جزءا ليس باليسير من الثلث الباقي لا يقل عن 58.5% منه، وهو ما يُجعل WordPress تحتل الصدارة بأريحية كبيرة بعيدا كل البعد عن أُقرب منافس لها والمُتمثل في نظام Joomla والذي لا تتجاوز حصته من سوق أنظمة إدارة المُحتوى 9.5%: WordPress now powers 18.9% of the Web, has over 46m downloads, according to founder Matt Mullenweg.
كما سبق ذكره فإن أهم ما يُميز WordPress هو القاعدة التقنية الصلبة التي بُني عليها إلى جانب بساطته، وهو ما مكنها من إغراء ملايين الزبائن الصغار عبر عروض خاصة بهم، فعلى سبيل المثال توفر WordPress عروضا للمطاعم، الفنادق، الفنانين، للمعلمين وغيرهم.
في إحدى مُحاضراته، تحدثMatt Mullenweg مؤسس WordPress حول مستقبل هذه المنصة، وفصّل خارطة الطريق التي يتم تنفيذها والتي ستقود WordPress ليتطور من مُجرد منصة تدوين، إلى نظام إدارة مُحتوى متكامل بل وحتى إلى منصة للتطبيقات. هل تتساءل كيف يُمكن لمنصة تدوين أن تتحول إلى منصة للتطبيقات؟ لست وحدك، فالنقاش حول الأمر لا يزال قائما، ويُمكن قراءة جانب منه على المقالات التالية:
Beyond blogging, WordPress as a platform
Using WordPress For Application Development
But Seriously, WordPress as an Application Platform?
WordPress is not a web application framework .
قد يكون السبب وراء هذا النقاش راجع إلى أن مُجتمع WordPress يجد صعوبة في رؤية ابنته المدللة تكبر وتتحول إلى شيء أكبر مما كانت عليه سابقا. أحد أسباب نجاح WordPress هو الدعم غير المشروط الذي يُظهره المُطورون والمصممون الذين يبنون أعمالهم حول هذه المنصة، وتطوير المنصة لتصبح منصة للتطبيقات أيضا يهدف إلى جذب اهتمام جمهور مُختلف عن الجمهور الحالي، وقد يتسبب ذلك في بعض الإزعاج لأعضاء المجتمع الحالي، رغم أن خدمة الجمهورين معا في آن واحد تبقى أمرا مُمكنا نظرا لطبيعة ولبنية المنصة المبنية على الإضافات (modules).
يبدو بأن نظام تطوير WordPress سيتبع المنهج التالي: إغراء التجار الصغار لاستخدام المنصة عبر توفير آليات بسيطة لإنشاء ، استضافة وإدارة مواقعهم مع إمكانية إضافة مزيد من الخواص إليها عبر تطبيقات خاصة تأتي على هيئة إضافات مدفوعة الأجر (كنظام للحجز خاص بالمطاعم مثلا). مما يعني بأن WordPress استطاعت أن تنجح أين أخفقت فيس بوك تماما، ويتعلق الأمر بتوفير حلول لتسجيل حضور الشركات الصغيرة على الإنترنت وأداة نشر بسيطة تكون مبنية على قاعدة صلبة وتكون قادرة على التطور والتطوير.
استطاعت Automattic ومن دون إحداث ضجة كبيرة أن تفرض WordPress كعنصر أساسي لا يُمكن الاستغناء عنه في الويب الذي نعرفه، بل استطاعت أيضا أن تجعل منه بديلا مُغريا لكبريات خدمات الويب والتي لا تتحرج في تجاوز بعض الخطوط الحمراء للترويج لخدماتها (Twitter fakes real users’ tweets to promote ad platform). بعبارة أخرى، WordPress هي بديل (أو على الأقل خيار) قوي في مجال الإعلام الاجتماعي، لا نُكثر الحديث عنه لكنه يفرض نفسه بقوة ومن دون إحداث ضجة
ترجمة -وبتصرف- للمقال: Comment WordPress a su conquérir 1/5ème du web لصاحبه Frédéric Cavazza