لماذا لا يُعتبر Firefox OS مُنافسا مُباشرا لـiOS وAndroid وكيف يلعب ذلك لصالحها وفي صالح المطورين والويب بشكل عام
نُشر يوم 11 جويلية 2013 بواسطة يوغرطة بن علي (Youghourta Benali)
كلنا سمعنا عن الإطلاق الرسمي لنظام Firefox OS الذي ترعاه مؤسسة Mozilla والذي تم مؤخرا عبر شراكتها مع بعض شركات الاتصال الأوروبية، لكن ومنذ أن كشفت المؤسسة لأول مرة عن النظام والشكوك تحوم حول مستقبله وحول إمكانية أن ينافس Firefox OS أنظمة الهواتف الذكية الحالية وخصوصا iOS وAndroid، لكن ما قد يغفل عنه الكثيرون بأن نظام FirefoxOS لم يهدف يوما إلى منافسة هذه الأنظمة حيث أن له أهدافا أخرى، كما أن هذا الأمر لا يلعب لصالح النظام فحسب وإنما يلعب لصالح المطورين ولصالح معايير الويب المفتوحة بشكل عام.
بداية يجب علينا أن نتذكر بأن Mozilla عبارة عن مؤسسة غير ربحية، يعني عكس ما هو عليه الحال مع Apple صاحبة iOS أو Google مطورة Android أو غيرهمها، لا تحتاج المؤسسة لتحقيق أرباح تزيد كل سنة عن أرباح السنة التي قبلها ليرضى عنها المساهمون والمستثمرون فيها وإنما يكفيها أن تحقق مداخيل مُعينة تسمح لها بتمويل عملياتها وتطويراتها. ما الذي يعنيه ذلك؟ لا حاجة لـ Mozilla ولا لنظام FirefoxOS أن يلهث وراء التهام حصص من حصص منافسيه ليضمن لنفسه مستقبلا، كل ما يحتاجه هو أن تضمن المؤسسة لنفسها ككل (وليس النظام لوحده) مداخيل تسمح له بالاستمرار.
نقل موقع Pandodaily عن Brendan Eich المدير التقني لدى موزيلا قوله بأنه لا مجال لإطلاق منصة ثالثة قوية لمنافسة المنصتين المسيطريتين على السوق حاليا، وكل محاولات منافسة منصتي iOS وAndroid ستبوء بالفشل ما لم تمر عبر تقنيات الويب. وأضاف قائلا بأن ما قامت به Apple وGoogle هو بناء حدائق ذات أسوار عالية تهدف إلى إبقاء المستخدم فيها بمجرد أن يدخل إليها، أما ما تحاول موزيلا القيام به هو بناء حقل مفتوح تسمح للمطورين النجاح فيه دون أن يكونوا مقيدين بمنصة مُعينة.
في حين تدفع كل شركة المُطورين دفعا إلى تطوير تطبيقات خاصة بأنظمتها فقط (وفي كثير من الحالات يجب على المُطور أن يدفع حقوق الاشتراك في برنامج للمطورين للقيام بذلك)، تود موزيلا من المُطورين أن يوفروا تطبيقات لا تعمل على نظام فيرفوكس فحسب، وإنما على أي نظام تشغيل مُجهز بمُتصفح ويب ويكفي أن يستخدم المُطور ما ألفه من أدوات وتنقيات ويب للقيام بذلك، وهو اختلاف جذري مقارنة بغيرها من الشركات التي يكون تحقيق العوائد المادية هدفها الأول، حيث تهدف موزيلا إلى توفير ويب أفضل للمطورين وللمستخدمين على حد سواء.
بطبيعة الحال توفر موزيلا متجرا خاصا بها لتنصيب تطبيقات الويب التي ستعمل على نظامها، لكنه سيكون بإمكان المطورين توفير متاجر تطبيقات موازية بدون أي لف أو دوران، يعني ذلك بأنه لا حاجة لكسر حماية النظام لتنصيب المتجر مثلما هو حال iOS أو القيام ببعض التعديلات على النظام للتمكن من تنصيب متاجر/تطبيقات من مصادر غير رسمية مثلما هو حال Android.
فهمنا كيف سيوفر FirefoxOS خيارات أفضل للمستخدمين، وفهمنا أيضا كيف سيسهل المهمة أمام المُطورين، لكن كيف سيدفع كل هذا إلى تطوير ويب أفضل؟ تعمل Firefox (مثل باقي المؤسسات التي تهدف إلى توفير ويب أفضل مثل Opera أو Intel)على اقتراح إضافات وواجهات برمجية جديدة لمعايير الويب القياسية، وتسعى لتوفير كل ما يحتاجه الهاتف الذكي من وسائل وخواص كجزء من هذه المعايير القياسية، صحيح أنه ليس كل ما يتوفر على نظام فيرفوكس أو إس قياسي بعد، لكن الجهود لجعلها قياسية قائمة على قدم وساق، فعلى سبيل المثال اقترح مؤخرا أحد العاملين لديها (بالشراكة مع Telefónica إحدى الشركات الداعة للنظام وIntel) مسودة واجهة برمجية جديدة (Web Telephony API) تسمح بإجراء اتصالات هاتفية مباشرة من خلال المتصفح.
على الجانب ومثلما تضمن المؤسسة تمويل تطوير مُتصفح Firefox عبر العقد الذي يربطها مع Google والذي يضمن لها الحصول على 300 مليون دولار سنويا مقابل عمليات البحث التي تتم باستخدام خانة البحث في المتصفح، فإنه بإمكانها أن تضمن تمويلا خاصا بتطوير نظام التشغيل الخاص بها أيضا لو قامت بأخذ عمولة عن كل عملية دفع إلكتروني يتم عبر نظامها، حسب سبق لها أن كشفت عن تطويرها لواجهة برمجية خاصة بالدفع الإلكتروني على الويب (navigator.mozPay) مبنية على واجهة Google Wallet البرمجية لكنها تدعم عدة مصادر للدفع الإلكتروني في النظام/الهواتف عبر شبكات الاتصال التي تدعم النظام. أو ربما ستقوم بعقد شراكات مع شركات الاتصال لدعم الدفع عبر شبكاتها (لتظهر قيم المدفوعات في فواتير الهاتف الخاصة بالعملاء، بدل حساباتهم البنكية).
في المقابل قد نشهد خلال سنوات منافسة في الاتجاه المُعاكس، حيث سترغب أنظمة التشغيل الرئيسية الحالية في منافسة FirefoxOS خاصة وأن الأجهزة التي تعمل على هذا النظام رخيصة الثمن حيث لا يتجاوز سعر ZTE Open الذي تم إطلاقه في إسبانيا مؤخرا ثمن 90$. فقد كثر الحديث مؤخرا عن رغبة Apple في إطلاق هاتف iPhone رخيص تستهدف به أسواق البلدان النامية، كما أن أمام Google الكثير لتقوم به في هذا المجال، حيث أن الإصدارات الحديثة من نظام Android أصبحت تتطلب المزيد من قوة العتاد وهو ما يرفع بشكل آلي سعر الهواتف التي تعتمد عليه.
في رأيك، هل ستقدر موزيلا على إحداث تغيير جذري في سوق أنظمة تشغيل الهواتف الذكية؟