هل أصابت Google في مسألة إيقافها لخدمة Reader؟ وهل سيؤثر ذلك على مستقبل تطبيقاتها المستقبلية مثيلات Keep؟
نُشر يوم 24 مارس 2013 بواسطة يوغرطة بن علي (Youghourta Benali)
منذ أن أعلنت Google عن حملتها الدورية لإيقاف جملة من خدماتها والتي كانت على رأسها خدمة Google Reader والويب يعُج بمقالات منددة بذلك بل ومُشككة في نوايا ومستقبل الشركة، إضافة إلى ظهور حملات داعية Google إلى تغيير رأيها في الأمر. لكن هل أصابت Google في مسألة إيقاف خدمتها الخاصة بخلاصات RSS؟ وهل يُمكن لذلك أن يؤثر على تطبيق Keep الذي أطلقته مؤخرا أو التطبيقات التي تنوي إطلاقها مستقبلا.
بداية، هناك من المدونين الكبار أمثال Om Malik مؤسس موقع Gigaom من يرى بأن الشكوك أصبحت تحوم على مستقبل خدمات Google ، حيث يرى بأنه من الصعب الثقة في Google من جديد وفي إمكانية محافظتها على التطبيقات التي تُطلقها وخص بالذكر تطبيق Keep حيث يعتقد بأنه من الأفضل البقاء حاليا مع خدمات مثل Evernote لأن خدمة حفظ الملاحظات هي خدمتها الأساسية، وبالتالي فإنه من المستبعد –على الأقل على المدى القريب- أن تقوم الشركة بإيقافها، فبحسب رأيه ما الذي سيمنع Google من سحب تطبيق Keep من على الساحة إن هي قررت بأنه لم يعد يخدم أهدافها السامية.
لكن هل فعلا أخطأت Google في إيقاف خدمة Reader؟ وهل كانت بوادر ذلك ظاهرة من قبل؟ وإن كانت كذلك لماذا لم ينتبه لها أحد من قبل؟ وهل يُمكن تبرير كل هذا السخط على إيقاف الخدمة؟
يبدو بأن Google لم تخطئ في حق مستخدميها، بل وجب عليهم شكرها (خاصة أصحاب المواقع التي تُقرأ من خلالها) ، حيث أن الخدمة لا تدر أية مداخيل عليها، ومع ذلك أبقت عليه طيلة هذه السنوات. كما أن الخدمة تُمكن من قراءة محتويات المواقع من دون زيارتها، وبالتالي من دون مشاهدة إعلاناتها أو النقر عليها، ومن دون أن تستفيد تلك المواقع شيئا من محتوياتها. بعبارة أخرى قد يكون الخطأ الذي أرتكبتهGoogle هو عدم إيقافها للخدمة من قبل، وانتظارها إلى غاية هذا الشهر للإعلان عن ذلك.
ماذا عن بوادر إيقاف الخدمة؟ توقف تطوير Google Reader بشكل ما ولم تصدر أية تحديثات له خلال سنوات، عدا تحديث تم سنة 2011 تم بإثره إيقاف خواص المشاركة الاجتماعية التقليدية واستبدالها بخواص المشاركة على Google+ وهو ما سبب تراجعا نسبيا في استخدام الخدمة، وهو التراجع الذي بررت به Google رسميا قرارها في إغلاق الخدمة، بعبارة أخرى، كان التراجع في الاستخدام مبرمجا. أضف إلى ذلك تحويل رابط الدخول إلى هذه الخدمة إلى القائمة المنسدلة على صفحة Google الرئيسية بعد أن كان له مكان على الشريط الأساسي.
وفي إجابة عن سؤال على موقع Quora حول سبب إيقاف خدمة Google Reader، أشار موظف سابق لدى Google بأن الخدمة تعرضت “لاستزاف داخلي” متكرر لموظفيه ما بين 2008 و2010 لبناء خدمات أخرى، وتم تقرير “قتلها” سنة 2010.
على صعيد آخر، هناك من يرى بأن إيقاف Google Reader ليس خطوة موفقة فحسب، بل يُمكنه أن يعطي نفسا جديدا لتطبيقات الخلاصات ولخدمة RSS ككل. بداية لم تخف Google نيتها في إيقاف الخدمة منذ سنوات (كما سبق ذكره) كما أن إعلان إيقاف الخدمة نتج عنه نشاط غير مسبوق في سوق تطبيقات RSS، فلقد بزغ نجم Feedly من جديد والذي حصل على مئات آلاف المستخدمين الجدد، وطفت إلى السطح تطبيقات أخرى لم يكن أحد يسمع بها، وهو ما يُعيد إلى الأذهان إيقاف Microsoft لتطوير متصفح Internet Explorer في إصداره السادس لبعض الوقت وهو ما أفسح المجال لظهور متصفحات أكثر حداثة وأكثر تطورا على شاكلة Firefox.
ماذا عن كل المستخدمين الغاضبين على هذه الخطوة؟ لنكن واقعيين قليلا، Google Reader كانت خدمة مجانية، يعني استفاد منها المستخدمون طيلة هذه السنوات بخدماتها وخواصها الرائعة مجانا من دون أن يدفعوا أي شيء مقابل ذلك، سحب تطبيق مجاني بشكل فجائي (حتى وإن لم يكن فجائيا مثلما سبقت الإشارة له) هو ضريبة استخدام التطبيقات المجانية بتلك الطريقة. عادة ما يُقال “إن لم تكن تدفع مقابل الخدمة التي تستخدمها فأنت هي الخدمة التي يتم بيعها (للمعلنين)"، لكن مع Google Reader لم يتم بيع المستخدمين (باستثناء إمكانية استفادة Google من بيانات استخدام الخدمة بشكل أو بآخر) يعني أن الخدمة كانت فعلا مجانية وبالتالي بدل أن يسخط المستخدمون على هذا القرار، فلربما كان من الأجدر أن يشكروا Google على سعة صدرها وإبقائها لهذه الخدمة طيلة كل هذه السنوات.
أسئلة عديدة تبقى من دون إجابات:
هل سيشهد RSS نموا ونشاطا جديدين؟ وهل سيكون التالي على خدمات Google التي تنوي إيقافها خدمة FeedBurner (كل البوادر آنفة الذكر حول Reader تنطبق عليه بشكل أو بآخر) وهل يجب التحضير للانتقال إلى خدمة أخرى قبل أن تقرر Google إيقافها؟