هل يجب الشروع في التحضير من الآن لما بعد إيقاف FeedBurner المحتمل؟

نُشر يوم 30 مارس 2013 بواسطة يوغرطة بن علي (Youghourta Benali)


كلكم سمعتم عن إيقاف Google لخدمة Reader، وعن الحديث الذي دار حول الأمر. إيقاف Google Reader هو واقع “مر” بالنسبة للكثيرين وجب عليهم أن يتعاملوا معه شاؤوا أو أبوا، هناك واقع سيكون أكثر مرارة على الجميع لو انتظرناه إلى غاية وقوعه، وأقصد هنا إيقاف خدمة Feedburner والتي تلوح في الأفق منذ أمد بعيد.

feedburner_logo

السؤال الذي يطرح نفسه الآن ليس حول إمكانية إيقاف Google لخدمة FeedBurner فهذا أمر يكاد يكون مؤكدا وإنما حول التاريخ الذي سيتم فيه الأمر، وإن كان الناشرون على الإنترنت سيكتفون بملئ عرائض يأملون أن تقنع Google في العدول عن رأيها (مثلما فعلوه مع Reader) أم أنهم سيحضرون لتلك المرحلة بشكل جيد لتفادي المشاكل التي ستنتج عن ذلك.

لكن ما الذي يدفع إلى الاعتقاد بأن خدمة Feedburner تعيش شهورها (وربما أسابيعها) الأخيرة؟ هناك عدة دلائل على ذلك منها، إيقاف الواجهة البرمجية للخدمة منتصف 2011، إيقاف خدمة Adsense لخلاصات RSS، عدم تحديث واجهة الخدمة منذ عدة سنوات، التوقفات التي تحدث للخدمة ما بين الحين والآخر والتي تتسبب في بعض الأحيان في تصفير عدادات المشتركين، أو حتى في تعطيل أو تأخير إرسال  النشرة البريدية، إضافة إلى إعلان الخدمة عن توقف تحديث حسابها على تويتر،. ماذا أيضا؟ الدليل الأكبر على كل هذا (أو كما يقول الفرنسيون La cerise sur le gâteau) هو إيقاف خدمة Google Reader.

قبل أن نبحث عن حلول وعن بدائل، يجب أن نتساءل أولا عن السبب الذي دفع الكثيرين منها إلى الاعتماد على FeedBurner كخدمة لخلاصات RSS بشكل أساسي؟ لخص موقع CSS Tricks الأمر في النقاط التالية:

-   رغبتنا في معرفة عدد المشتركين على مواقعنا ومدوناتها عبر خلاصات RSS (هل تشاهدون ذلك العداد على الشق الأيسر من المجلة التقنية والذي يشير إلى رقم… أبى أن يتجاوز حاجز  الـ2000، ذلك هو العداد الذي أتكلم عنه هنا).

-   إمكانية حقن الإعلانات في خلاصات RSS (لمحاولة الاستفادة المادية من الزوار الذين يحصلون على محتويات مواقعنا من دون زياراتها والاكتفاء بالقراءة باستخدام خدمات مثل… Google Reader).

-   تخفيف الحمل الثقيل الذي كان بإمكانه أن يقع على كواهل مواقعنا إن كانت تطبيقات وخدمات RSS تقوم بالتحقق من وجود محتويات جديدة عليها بشكل مباشر وبشكل مستمر.

-   وربما أيضا إمكانية تصحيح Feedburner للأخطاء المحتملة في ملفات RSS التي تنتجها مواقعنا.

من المحتمل أن تقوم Google –إن هي قامت بإيقاف الخدمة- أن تمهل المستخدمين مهلة أشهر قبل إيقاف الخدمة بشكل كلي، ومن المحتمل أن تقوم الخدمة بتحويل الطلبات القادمة إلى روابطها (روابط RSS  الخاصة بكل موقع/مدونة) إلى روابط RSS الأصلية لكل موقع (تحويلات من نوع 301 الدائمة) قبل أن تقوم بإرجاع رسالة خطأ 404  بعد أشهر من ذلك.

هناك عدة حلول بين أيدي الناشرين الآن:

التحول بشكل كلي إلى خدمة أخرى منافسة مثيلات FeedBlitz ،التي تضع بين أيدي مستخدميها دليلا للانتقال من FeedBurner إليها، أو feedcat والتي تقدم عدادا للمشتركين مشابه حتى في تصميمه لعداد Feedburner، أو غيرهما من الخدمات والتي يُمكنكم أن تجدوا قائمة تضم 15 بديلا في هذا المقال.

الاكتفاء بخلاصات الموقع/ المدونة القاعدية والتي تأتي على شكل ملف XML سيبقي متتبعيك على اطلاع على جديد موقعك، لكنه لا يمكنك من الحصول على أية إحصائيات حولهم

وهناك حل وسط، والمتمثل في تغيير رابط خلاصات Feedburner وتعويضها برابط خلاصات الموقع القاعدية (والتي تكون على مدونات Wordpress على شكل https://www.it-scoop.com/feed)، ربط الرابط الثاني بالأول (تمرير زوار الرابط الثاني إلى الأول)، الطلب من المستخدمين استخدام رابط خلاصات الموقع بدل رابط خلاصات Feedburner (كتابة تدوينة حول الأمر مثلا وتغيير روابط أيقونات RSS) ثم تمرير زوار رابط خلاصات إلى رابط الخدمة التي قررت الانتقال إليها لما تقوم Google بالإعلان عن إيقاف الخدمة)، وبعد ذلك ما عليك سوى أن تأمل أن يمر الأمر بسلام.

لكن هناك حل آخر، أكثر راديكالية وهو أن تتوقف عن الاعتماد واستعمال RSS بالطريقة التقليدية، إن لم يكن موقعك ذا توجه تقني وإن لم يكن زواره تقنيين بشكل أساسي (والذين يُفترض بهم تفضيل RSS وخدماتها على وسائل أخرى)، فيبدو أن الوقت الذي تضيعه في إيجاد بدائل لـ Feedburner سيكون أكثر إنتاجية لو قمت باستغلاله للوصول إلى المستخدمين على أشكال أخرى، فكر مثلا في أن توفر نسخة من موقعك على تطبيق Google Currents (والذي يعتمد على RSS طبعا)، وفكر في كل المستخدمين الذي يصلون إلى محتويات موقعك عبر تطبيقات مثل Pulse أو Flipboard. أو ربما يكفيك أن يكون حساب موقعك على تويتر أو صفحته على فيس بوك نشيطا، مادام أن زوار موقعك المحتملين سيكونون على هاتين الشبكتين الاجتماعيتين.