فيس بوك تطلق محرك بحث جديد يفتقر إلى الروح الإبداعية
نُشر يوم 18 جانفي 2013 بواسطة يوغرطة بن علي (Youghourta Benali)
أعلنت فيس بوك هذا الأسبوع عن إطلاق محرك بحثها الجديد Graph Search، خلال مؤتمر ترقبته أعين الصحفيين باهتمام كبير. ونظرا لمنافستها المباشرة لـ Google فإنه كان من المنطقي أن تخطو الشبكة هذه الخطوة، لكنه محرك بحث مختلف مبني على أسس مختلفة والمتمثلة في “الأصدقاء”.
لتلخيص الأمر، محرك بحث Graph Search يود استبدال فهرس Google بقائمة أصدقائك، ويود استبدال خوارزمية بحث Google بمنشوراتهم. هل تعتقد أيضا بأن هناك خلل في هذا الأمر؟ لست وحدك، الإعلان عن محرك البحث الجديد بهذه الصيغة كان في غاية الإحباط، لكن الأدهى والأمر أن هذا الإعلان يُعطي صورة أكثر سوداوية عن الوضع الذي تمر به فيس بوك حاليا.
ابحث في الويب عن طريق أصدقائك
Facebook Graph Search عبارة عن محرك بحث داخلي لفيس بوك يسمح لك باكتشاف شبكتك الاجتماعية بشكل أسهل باستخدام “لغة بشرية”. هذه الخاصية الجديدة ستستبدل محرك البحث الحالي (على فيس بوك طبعا) وستمسح لك بالبحث عن أصدقائك، منشوراتهم، اهتماماتهم، الأماكن التي تواجدوا فيها والأشياء التي أثارت إعجابهم.
عمليات بحث تبدو “بديهية” من حيث مبدأ عملها، كما أنه يمكننا أن نثق في فرق تطوير فيس بوك لكي تقدم لنا محرك بحث يؤدي جميع هذه الوظائف بشكل جيد، وكعادة فيس بوك فإنها نشرت فيديو “رائعة” حول محرك البحث الجديد تجدونها على هذه الصفحة.
كما أعلنت فيس بوك أيضا عن شراكة مع محرك بحث Bing للبحث الكلاسيكي حول المحتويات المنشورة خارج فيس بوك(Evolving Search on Facebook).
الحجة التي يُعلل بها Mark Zuckerberg الحاجة إلى إطلاق محرك بحثه الجديد هو أن محركات البحث الكلاسيكية (ويقصد بالأمر Google) تقتصر على توفير جملة من الروابط والتي يمكن لك أن تجد إجابات عن أسئلتك فيها، في حين أن مُحرك Facebook Graph Search يعطيك الإجابات التي تبحث عنها بشكل مُباشر، إجابات مستمدة مما ينشره أصدقاؤك. فكرة جميلة، لكنني لم أكن أعلم بأن محرك بحث Google لا يؤدي وظيفته على أكمل وجه، وأنه يجب علينا إيجاد حل بديل له. هذا الافتراض (بأن محرك بحث Google لا يؤدي وظيفته)، لا محل لها من الإعراب ولا يصلح طرحه أصلا، خاصة وأنها “حجة واهية” سبق لـ Microsoft استخدامها لدى ترويجها لمحرك بحثها Bing منذ 3 سنوات، حيث ركزت على أن Bing يقدم لك نتائج تساعدك على “اتخاذ القرار” ولا تكتفي بمجرد استعراض مجموعة روابط.
مشكل آخر سيواجه مستخدمي Facebook Graph المتمثل في الحاجة إلى “امتلاك” قائمة كبيرة من الأصدقاء النشطين جدا للحصول على نتائج ذات جودة. هذا دون أن ننسى مسألة الخصوصية لكن يبدو أن فيس بوك تحاول استباق أية مشاكل تتعلق بذلك بنشر هذه الفيديو التحسيسية:
حقيقة أخرى يجب الوقوف عندها وهي أنه من ضمن 200 مليون موقع نشط على الإنترنت التي يُمكنك البحث خلالها، فإن فيس بوك يحدد مجال بحثه في مجال ضيق لا يتعدى اقتباسات أو مراكز اهتمام أصدقائك، مجال لا يتعدى بعض مئات الأصدقاء في أفضل الحالات. ألا يبدو هذا المجال ضيقا جدا؟ بطبيعة الحال فإن محرك البحث الجديد سيُحسن من جودة تجربة المستخدم على الشبكة، لكنه يبدو لي (بعد كل الاهتمام الكبير الذي حظي به إعلان فيس بوك) بأن الجبل تمخض مخاضا عسيرا لكنه ولد فأرا.
للاطلاع على آليات عمل محرك البحث الجديد، أدعوكم لقراءة المقالين التاليين:
First Look at the New Facebook Search
Facebook’s Bold, Compelling and Scary Engine of Discovery: The Inside Story of Graph Search.
خاصية جديدة لا تثير اهتمام الكثيرين
لفهم الأفكار التي أود إيصالها، يجب أن تضع في بالك بأنني لا أهدف إلى انتقاد أصدقائك أو مراكز اهتمامهم، بل أعتقد بأن Graph Search مثلما قدمته فيس بوك عبارة عن صورة ضيقة جدا للمعارف المتوفرة والتي يُمكن الوصول إليها عن طريق وسائل البحث. احتاجت البشرية إلى 15 سنة وإلى عشرات المليارات من الدولارات لبناء أكبر قاعدة معارف (الويب)، في حين أن Zuckerberg يود أن يُقنعنا بأن نقرات Like وصور أصدقائك ستمكنك من الحصول على إجابات أكثر دقة. هل هو جاد في ذلك أم يستهزئ بعقول مستخدمي شبكته؟
رغم ذلك يبدو بأن اهتمام فيس بوك بمحرك بحثها الجديد كبير جدا، خاصة وأنها قدمته على أنه ثالث عمود لتجربة المستخدم على شبكتها (بعد كل من News feed و timelines)، كما يبدو فلست الوحيد الذي يُشكك في هذا العمود الثالث، ويُمكن قراءة ذلك عبر عديد المقالات التي نُشرت حول الأمر مثل:
Facebook Takes On Google, But Private, Personalized, Social Search Has No Clear Winner Yet
Facebook’s New Search Doesn’t Change Anything, Except On Facebook
Why Facebook’s New Graph Search Is No Google.
أحد الآراء الأكثر دقة حول هذا العمود الثالث هو ما نشره خبير البحث John Battelle والذي يشرح بأنه مع Graph search كل مستخدم سيحصل على نتائج بحث مختلفة، وبالتالي ستتوفر لدى فيس بوك فرص إضافية لتحقيق عوائد من ذلك (Facebook Is No Longer Flat).
علاوة على اقتصار محرك البحث على فلترة الـ Likes ومنشورات الأعضاء والتي عادة تفتقد إلى الجودة، أتساءل حول قيمة البحث في قاعدة بيانات خاصة محدودة الحجم تحتوي محتوى عديم الجودة خاصة إذا قارناها مع روبوتات Google والتي تثري فهرسها بجميع ما يُنشر على الويب. في المقابل إن كانت خوارزميات Google تُثبت كفاءتها يوما بعد يوم مع كل التحسينات المتواصلة التي يتم إدخالها عليها وهو أمر يُمكن أن نلمسه في دقة النتائج التي نحصل عليها، فكيف يمكن التحقق من صحة/دقة منشورات أصدقائك؟ لست هنا أتهم أصدقاءك بالكذب، لكنهم ليسوا كلهم متخصصين أو دقيقين فيما ينشرونه.
لتخليص الأمر، فإن هذا الجانب “غير المحترف” لـ Graph Search هو الذي يُزعجني، والأمثلة التي ضربتها Google خلال مؤتمرها دليل واضح على ذلك:
تكوين صداقات/ علاقات جديدة: حيث يُمكن البحث عن أشخاص من مدينتك يشاركونك نفس اهتماماتك لتكون صداقات/علاقات جديدة (بمفهوم “الصداقة” أو بمفهوم “Dating”). لكن هل يبحث كل شخص يسكن نفس مدينتك ويتشارك نفس اهتماماتك عن أشخاص جديد لتكوين صداقات/ علاقات معهم؟ وهل يُمكن لفيس بوك أن يتنافس مع الشبكات الاجتماعية التي صُممت خصيصا لمثل هذا النوع من عمليات البحث كـ Badoo أو Meetic؟
**التوظيف: **حيث يكفي أن تبحث في قائمة أصدقائك عن أشخاص من دون وظيفية لتجد الشخص المناسب لتوظيفه. لكن ماذا عن الذين لديهم وظائف؟ أو الذين فتحوا حسابات في فيس بوك لأغراض غير البحث عن وظائف؟ ماذا عن الأشخاص الذي لا يهتمون بالجانب المهني في ملفاتهم الخاصة على فيس بوك؟ وكيف يُمكن التنافس مثلا مع LinkedIn والتي بُنيت خصيصا لمثل هذه الأمور؟
الأماكن: حيث يُمكن أن تُشير إلى نوع الأماكن التي تبحث عنها لكي يقترح عليك فيس بوك قائمة للمقاهي، المطاعم، الفنادق… من ناحية كنت أعتقد بأنه تم التخلي عن Facebook Places**، **ومن جهة أخرى فإن تضييق نتائج البحث لما نشره الأصدقاء فقط لن يُعطي سوى نتائج محدودة جدا. وبالتالي فإنه بإمكانك الحصول على نتائج أكثر وأفضل على منصات صُممت خصيصا لهذا الأمر كـ Yelp، TripAdvisor أو Google Local.
**الصور: **أعلم جيدا بأن فيس بوك يحتوي على مليارات الصور التي نشرها المستخدمون، لكن كم هو عدد الصور المكررة؟ أضف إلى ذلك إلى أن ما يهم أكثر ليس عدد الصور في حد ذاته وإنما جودة البيانات الوصفية (metadata) المرفقة معها. تعجبني كثيرا الصور المنشورة على Instagram (والتي تملكها فيس بوك) والتي ينشرها مستخدموها النشطون الذين تجاوز عددهم حاجز 20 مليون مستخدم، لكن أعتقد بأنه لا يُمكن مقارنتها مع الثنائي Google Maps و Street View.
مثلما جرت عليه العادة لدى فيس بوك، فإنه يبدو بأن Zuckerberg جد واثق بأن المستخدمين سيقومون بنشر محتويات عالية الجودة ستمكن الشبكة من منافسة شركات وخدمات أخرى تعتبر هذه المحتويات عالية الجودة صميم الخدمات التي يقدمونها، والتي بدأت نشاطها منذ القرن الماضي، لكن يبدو أيضا بأن الأمر لن يحصل مثلما يشتهيه Zuckerberg حتى وإن تمكنت الشبكة من اجتذاب 500 مليون مستخدم جديد.
محرك بحث يُعاني من نقائص غير مقبولة
أعلم جيدا بأن الخدمة لا تزال في طور Beta لكن قراءة سريعة ما بين السطور تُمكن من استخلاص النقائص التالية:
**خدمة متوفرة باللغة الانجليزية فقط **وذلك راجع إلى سهولة تحليل الدلالات اللفظية (semantic) في هذه اللغة مقارنة بغيرها من اللغات اللاتينية و غير اللاتينية.
لا وجود لنسخة خاصة بالهواتف أو بالأجهزة اللوحية.
لا علاقة تربط محرك البحث بـ Open Graph، كما أنه لا وجود لواجهة برمجية API.
من جديد، أعمل بأننا في عالم يفرض علينا وجود خدمات في طور Beta بشكل دائم، كما أنه من المحتمل أن يتم توفير هذه الخدمات لاحقا، لكنه في المقابل يجب الإقرار بأن فيس بوك تسجل تؤخرا كبيرا مقارنة بالخدمات التي تود منافستها.
فيما يخص المنافسين المباشرين، فإن Zuckerberg لم يتحرج في انتقاد Google والتي وصفها بمحرك بحث للروابط، لكنه يتجاهل أن Google شرعت في إحداث ثورة في محرك بحثها من عدة نواحي، كالبحث الدلالي وذلك بفضل Knowledge Graph ، البحث الاجتماعي وذلك بفضل Search plus your World، والبحث على الهواتف بفضل Google Now. بعبارة أخرى: سجلت فيس بوك تأخرا كبيرا مقارنة بمنافسيها يستحيل عليها تداركه في الوضع الراهن، لكن إدارة الشبكة كانت ذكية بما يكفي لتجنب مواجهة مباشرة جديدة مع Google في محرك بحثها الجديد.
من سيستفيد من محرك بحث Graph Search؟
لا أود أن أفسد بهجة الفرحين بمحرك فيس بوك الجديد، لكن يبدو –كما سبق وأن أشرت له- بأن Zuckerberg يراهن على المستخدمين لإثراء تجربة المستخدم على الشبكة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: من سيستفيد من كل هذا الأمر؟ يبدو لي بأن هدف Graph Search هو دفع المستخدمين لإثراء محتويات ملفاتهم الشخصية (خاصة ما تعلق بالاهتمامات) وإلى زيادة عدد الـ Likes (Facebook’s Graph Search Is Really A Plan To Rescue The Like)، وهو ما يسمح لفيس بوك بتحسين آلياتها الخاصة بالاستهداف الإعلاني.
علاوة على ذلك، لا تتوفر حاليا أية معلومات حول تأثير Graph Search على عدد الزيارات التي ستحصل عليها صفحات المعلنين. كل ما قالته فيس بوك بخصوص الأمر دار حول وجوب قيام المعلنين بتحديث صفحاتهم على الشبكة وتحسين الآليات التي تدفع المعجبين إلى التفاعل معها (engagement)** لضمان الظهور ضمن نتائج البحث** (Introducing Graph Search, Help People Discover your Business).
أتوقع أن تطلق فيس بوك عرضا للمعلنين تسمح لهم بالظهور ضمن نتائج البحث، لكن الشبكة لا تقدم حاليا أية حلول للمعلنين الصغار والذين يُمثلون 99.99% من مجموع الشركات. المشكل أنه ومنذ أن أطلقت فيس بوك Timeline للمعلنين، فإن المعلنين الكبار هم الوحيدون الذين استطاعوا أن يتأقلموا مع الوضع الجديد، ومحرك البحث الجديد سيتعقد أكثر فأكثر لصغار المعلنين، وهو ما سيدفع إلى انتكاسة جديدة على الشبكة سيكون السعي وراء تجميع أكبر قدر من المعجبين Like سمتها الرئيسية.
قد أخطئ في تقديري، لكنني مقتنع إلى أبعد الحدود بأن محرك البحث الجديد لن يساهم سوى في تطوير آليات جديدة لرفع مقدار تفاعل المُعجَبين مع الصفحات، ولاختصار الأمر، أعتقد بأن الأمر سيقتصر على حلين اثنين لا ثالث لهما: الدفع للظهور ضمن نتائج البحث أو استغلال تقنيات “غير شرعية” للحصول على نفس النتيجة، وذلك عبر الاستعانة بوسائل ملتوية لرفعة نسبة تفاعل المستخدمين مع الصفحات، وهو ما سيجعل الشبكة بعيدة كل البعد عن الرؤية الإيديولوجية التي يودها Zuckerberg لشبكته.
خطر تلوث محدق
كل المشاكل المتعلقة بمحرك Graph Search تدور حول تحفير استخدام بعض الطرق الملتوية والتي بدأت في الظهور قبل الكشف عن محرك البحث:
-دفع الأعضاء إلى المبالغة في تلميع ملفاتهم الشخصية ولذلك للظهور ضمن نتائج البحث، بالرغم من أن مثل هذه العمليات قد لا تبطن نيات سيئة، فكل ما يرغب فيه المستخدمون هو الظهور في مظهر يجعلهم مقبولين اجتماعيا.
-دفع الأعضاء إلى طلب صداقة أشخاص « Cool » والذين يسافرون كثيرا، وينشرون كثيرا وذلك للحصول على نتائج بحث أفضل، مما يُعقد من جديد مهمة تعريف “الصداقة” على فيس بوك.
-دفع الـ community managers إلى بذل المزيد من الجهد للحصول على Likes أكثر، مما يدفعهم إلى انتهاج منهج الكثير من الأعضاء للوصول إلى ذلك (نشر النكت، الصور المضحكة،…)
إلا أن هناك من ينظر إلى الأمر بإيجابية ومن يعتقد بأن محرك البحث الجديد سيعود بالنفع على المعلنين:
How Facebook Thinks Its New Graph Search Will Help Advertisers
How marketers can use Facebook’s Graph Search to understand consumers
لكن ما أعتقد بأنه أكبر خطر سيطل علينا من نافذة محرك البحث الجديد هو ظهور سوق سوداء جديدة للمتاجرة في ملفات الأعضاء الوهمية والتي سيتم إنشاؤها لمساعدة بعض العلامات التجارية على الظهور في نتائج البحث. حيث أن الكثيرين سيقومون بإنشاء حسابات يتم النشر فيها بشكل يومي العديد من النشاطات والرحلات وعمليات الشراء وما إلى ذلك، والهدف من ذلك هو إنشاء “صداقات” مع أكبر قدر ممكن من الأعضاء ونشر بعض المحتويات التي يدفع أًصحابها مقابل ذلك.
من المعلوم أن الشركات التي ستعتمد على مثل هذه التقنيات ستواجه تبعات ذلك، لكن الجميع يسمع عن تقنيات black hat SEO وكيف يتم استغلالها وما أتوقعه هو ظهور حركة موازية لها تتمثل في الـ black hat SMO (social media optimization).
فيس بوك ومحدودية الإبداع
لتلخيص الأمر، يمكن القول بأن فيس بوك يتجه في الاتجاه الخطأ مع محرك بحثه الجديد لأنه يستحيل عليه أن ينافس الخدمات التي يود منافستها من خلاله. البحث الدلالي الخاص بـ Knowledge Graph والمجتمعات الخاصة بـ Google+ أغنى وأدق من منشورات أصدقائك، هذا إن لم يكن هدف فيس بوك هو مجرد تحسين آلية البحث عن أصدقائك (لا أكثر ولا أقل)، وإن كان الأمر كذلك فإنه يؤكد الحقيقة المرة التي يعرفها فيس بوك حاليا والمتمثلة في محدودية الإبداع لديها. شراء Instagram مقابل هذا السعر الخيالي، وإطلاق منافس لتطبيق Snapchat يعتبر نسخة مطابقة له كلها دلائل على عدم قدرة فيس بوك على الإبداع (Facebook’s Poke app as a Snapchat clone is a bad sign). إطلاق محرك البحث الجديد دليل آخر على أن فيس بوك لا تحاول بذل جهد كبير، وتكتفي بإضافة ما يُتوقع منها إضافته فقط (What Facebook Should Be Building) .
يبدو أيضا بأن فيس بوك لم تعد قادرة على تكرار تجارب ناجحة لها من قبل مثل شراكتها السابقة مع Zynga، وهم ما يمكن تلخيصه في أنه ومنذ دخول الشبكة الاجتماعية إلى البورصة، أصبحت التغييرات التي يتم إحداثها تصب في خانة رفع أرباح الشركة أو سعر سهمها. الأمر الذي يثير حفيظتي هو التباعد الحاصل ما بين الأهداف التي سبق لفيس بوك الإعلان عنها والحقيقة المرة التي نشاهدها حاليا: الأعضاء والمعلنون سيدفعون ثمن أطماع المستثمرين في الشبكة.
مع مرور الوقت يتأكد من جديد بأن النموذج الاقتصادي الذي بُنيت عليه فيس بوك لا يقوم على أسس صحيحة. لزيادة الأرباح يتوجب على فيس بوك تجميع أكبر قدر من البيانات حول الأعضاء. وهو ما يدفعني إلى التفكير من جديد في مجانية الويب بشكل عام وفيس بوك بشكل خاص، واعتقادي إلى أن الآليات التي تسمح ببقائهما مجانيين قد تتطور بشكل لن تحمد عواقبه.
تذكروا جيدا: “إن لم تكن تدفع مقابل الخدمة، فاعلم بأنك لست الزبون وإنما السلعة التي يتم بيعها"، لا أدري من صاحب هذه المقولة، إن كانت لديك أية معلومات حول صاحبها فلا تتردد في مشاركتها معنا.
ترجمة –وبتصرف- للمقال:
Facebook lance son moteur de recherche mais manque d’inspiration
لصاحبه: Fred Cavazza
ملاحظة: ضمير المتكلم المستعمل في هذا المقال يرجع على كاتب المقال وليس على المترجم.