كيف ستدفع تطبيقات Timeline على Facebook إلى إعادة النظر في طريقة استخدام الشبكة الاجتماعية؟
نُشر يوم 25 فيفري 2012 بواسطة يوغرطة بن علي (Youghourta Benali)
قامت Facebook شهر يناير الماضي بالكشف عن تطبيقات الخط الزمني TimeLine Applications والتي تُعتبر نتيجةً لتطور Open Graph الذي يُعنى بآلية إشعار أصدقاء كل عضو بمختلف نشاطاته على الشبكة.
مبدأ هذا الأمر يعتمد على إتاحة جملة من التطبيقات التي تعتمد على Open Graph الجديد والتي تقوم بإنتاج جملة من الحالات Status بشكل آلي على الخط الزمني الخاص بالمستخدم. الاختلاف مع ما كان موجودًا من قبل (يعني زر “Like” الذي يُنتج حالات مثل “محمد مُعجب بمدونة الإعلام الاجتماعي") يكمن في إمكانية أن يقوم المطورون بتحديد الأفعال والأشياء الخاصة بهم:
-
يمكن مثلا للمواقع الإخبارية كالمجلة التقنية إنتاج حالات مثل: “عمر قرأ خبر الفلاني”.
-
يمكن لخدمات الاستماع للموسيقى مثل Spotify إنتاج حالات مثل: “سعيد يستمع إلى المقطع الفلاني”. أو “علي أنشأ القائمة الفلانية”.
-
الخدمات الرياضية مثل RunKeeper يمكن أن تُنتج حالات مثل: “عامِر ركض 5 كم”.
وهكذا دواليك.
حاليا لا توجد سوى حوالي 60 تطبيقًا تشمل عدة مجالات (الموسيقى، الأخبار، الهدايا، الأسفار، الطبخ، الموضة، الرياضة وغيرها)، ومن المتوقع أن يشهد عدد هذه التطبيقات زيادة في المُستقبل.
ليس الأمر كما يبدو عليه، فهدف كل هذه العملية ليس توفير محتوى أغنى للمُستخدمين، ولكنها تهدف إلى جعلهم أسهل للاستهداف عبر الإعلانات المُستهدفة (ما مدى تأثير تغييرات Facebook الجديدة على المستخدمين، المعلنين ومنتجي المحتوى ؟). بطبيعة الأمر ستكون دقة هذا الاستهداف مرتبطة بقدرة المطورين ومنتجي المحتوى (الشركات والعلامات التجارية بصفة عامة) على خلق تفاعلات ذات قيمة مُضافة مع مستخدمي الشبكة، على شاكلة تطبيق TicketMaster الذي يقترح على مُستخدميه تذاكرَ للحفلات الموسيقية اعتمادًا على الأغاني التي يستمعون إليها عبر Spotify (والذي يقوم بإنتاج تحديثات كلما استمع المستخدمون إلى أغاني جديدة) .مثلما تم الإعلان عنه منذ أشهر عديدة، فإن Open Graph الجديد يُعتبر “منجم ذهب” للشركات، لكنه للأسف لا يزال يُعاني من عدة مشاكل ترتب “بحداثة سنه”:
-
يعتمد على تصريحات الأعضاء، مما يعني أنه يُمكن لأي عضو أن يُسيء استخدام هذه التطبيقات ويُنشئ لنفسه ملفا شخصيا في غاية الروعة، وذلك بنقره على تلك الأزرار بما يتوافق مع الصورة التي يوَدّ إنشاءها لنفسه وهو ما “سيُلوث” خطَه الزمني. كما أن النشر التلقائي لهذه التحديثات قد تدفع ببعض الأعضاء إلى تجنب التعامل مع بعض الشركات والعلامات التجارية “العامة” وسينصب اهتمامُه على العلامات التجارية الكُبرى فقط. بعبارة أخرى، سيؤثر Open Graph الجديد على سلوك الأعضاء.
-
تنبيهات كثيرة تملأ قسم Ticker الموجود في الجهة اليمنى من القسم العلوي، مما يُقلل من أهميتها، خاصة وأن بعض التطبيقات تُنتج تنبيهات كثيرة جدا، فعلى سبيل المثال ينشر Spotify تنبيها كلما انتقل المُستخدم من مقطوعة إلى أخرى (يعني تنبيه جديد كل 5 دقائق أو أقل).
-
دمج جميع أنواع التنبيهات والحالات مع بعض: فعلى سبيل المثال يمكن أن تجد حالة/تحديث حول مقال قرأته مؤخرًا بجانب تحديث/حالة أخرى قمت بإنشائها يدويا (محتوى أكثر أهمية) وبالتالي فإنه من المُهم أن يتم توفير آلية لفرز التحديثات حسب طبيعتها.
-
تحليل دلالي (semantic) بسيط جدا: فعلى سبيل المثال لدى إعجابي أو قراءتي لمقال يمدح Apple فمن المتوقع أن يتم استهدافي بإعلان حول التفاح (Apple)، كما أن إعجابي بمقال يُهاجم iPhone قد يدفع النظام إلى الاعتقاد بأني مهتم بهواتف Android (كاتب المقال ضرب أمثلة أخرى، لكنها مُرتبطة ببيئة وبثقافة مُعينة وبالتالي فإن ترجمتها تقلل من قيمتها ومن قيمة المثال).
-
ظهور هذا الجيل الجديد من التطبيقات سيُعجّل باختفاء التطبيقات القديمة، وسيسارع مطوروها إلى استبدالها بأخرى وإلى طلب اعتمادها، لكن هل سيكون تفاعل فرق Facebook المسؤولة عن اعتماد التطبيقات الجديدة سريعا بما فيه الكفاية لاحتواء وإجابة جميع هذه الطلبات؟ ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في التطبيقات حتى تظهر على رأس القائمة؟ وهل سيحتاج المطورون إلى طلب الاعتماد في كل مرة يتم فيها تحديث تطبيقاتهم؟ كلها أسئلة لا تزال تبحث عن إجابات.
خلاصة القول، Facebook سنة 2012 سيكون مُختلفًا جدا عن Facebook العام الماضي، وعليه فإنه يجب على الجميع إعادة التفكير في طريقة التفاعل مع الأعضاء. والسؤال الذي سيطرح نفسه بشدة خلال هذا العام هو: كيف يمكن للشركات أن تفرض علاماتها التجارية أو منتجاتها عبر تحديثات/حالات يتم إنتاجها آليًا عبر التطبيقات.
سيجد الكثيرون -من دون شك- أفعالا /أشياءً (Actions/Objects) واضحة لاستخدامها عبر تطبيقاتهم، لكن بيئة Facebook سريعة وشديدة التفاعل، وأفضل الأماكن ستحجز قريبا، إن لم تكن قد حُجزت من قبل. وعليه فإن الصعوبة تكمن في إيجاد/استخدام مستوى مُعين من التطور في هذه التفاعلات التي تسمح بالوصول إلى هذا الهدف:
لن تستطيع الأفعال /الأشياء البسيطة جدًا لفت انتباه المستخدمين، كما أنها لن تتمكن من استهدافهم بشكل دقيق (يمكن التفكير مثلا في أفعال أخرى لتوفير المزيد من الدقة مثل “لا يُعجبني”، “يُعجبني قليلا”، “يُعجبني كثيرا”،…).
الأفعال/الأشياء المُعقدة جدًا من شأنها أن تسبب حيرة المُستخدمين (أزرار كثيرة يجب الضغط عليها قبل الوصول إلى نتيجة).
من المنتظر أن تحمل الأسابيع القادمة في طياتها الكثير من المُفاجئات، حيث أنه من المتوقع أن نشهد موجة عارمة من الإبداع (إن تمت الأمور مثلما ينبغي لها أن تتم) حول هذا النوع من التفاعلات الاجتماعية الجديدة. كما أنه من المتوقع أيضا أن ترد Google على هذه التطورات من خلال زر +1… ترقبوا.
ترجمة بتصرف للمقال:
Pourquoi les Timeline Applications vont vous forcer à repenser votre présence sur Facebook
لصاحبه: