هل سيضمن تمديد Google لعقدها مع Mozilla مستقبلا مشرقا لمتصفح Firefox؟
نُشر يوم 21 ديسمبر 2011 بواسطة يوغرطة بن علي (Youghourta Benali)
بعد أن وصل العقد الذي يربط Google بمؤسسة Mozilla إلى نهايته بنهاية الشهر الماضي، حامت الشكوك حول مستقبل المؤسسة التي تعتمد على ما تدفعه Google لها مقابل إبقاء محرك بحث الأخيرة كمحرك البحث القياسي الخاص بمتصفح Firefox لتمويل تطوير منتجاتها.
وبعد طول انتظار، وبعد أن ظهرت عدة “نظريات” ترجح أن “تقضي” Google على متصفح Firefox بإغلاق منابع التمويل عنه، أعلنت Mozilla يوم أمس أنها توصلت إلى اتفاق مع Google لتمديد العقد الذي كان بينهما لثلاث سنوات إضافية.
لم يتم الكشف عن تفاصيل العقد الجديد الذي يُعتبر بمثابة سترة نجاة لمنتجات Mozilla (وخاصة متصفح Firefox) من غرق محتم على المدى القريب (تمثل مداخيل المؤسسة من العقد السابق 84% من مجمل مداخيلها) إلا أن ذلك لا يضمن أن يكون لمتصفح Firefox مستقبل مشرق على المدى البعيد.
يشير مقال تحليلي حول تمديد العقد نُشر على موقع ZdNet، أن Mozilla ضاعفت مصاريفها حول التطوير بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، حيث قفز ما تصرفه على ذلك من 31.3 مليون دولار سنة 2008 إلى 62.8 مليون دولار سنة 2010. وبما أن تفاصيل العقد الجديد ستبقى سرية إلى إشعار لاحق (قد تظهر بوادره في النتائج المالية السنوية للمؤسسة)، فإنه لا يُعلم إن كان ما ستدفعه Google للمؤسسة سيكفيها لتمويل مشاريعها التطويرية، وما إن كانت هذه الأموال أكثر مما دفعته Google خلال السنوات الماضية أم أقل.
وبما أن مستقبل متصفح Firefox على الأجهزة الشخصية قد يكون غير مضمون نظرا للمنافسة القوية التي يبديها متصفح Chrome، فإن Mozilla تُعول الآن على سوق المتصفحات على الهواتف الذكية، لكن حال متصفحها في هذا المجال أسوأ من حاله على الأجهزة الشخصية، حيث أن حصتها من هذا السوق لا تتجاوز 1% حسب إحصائيات StatCounter مثلما يشير إليه هذا المقال (لم يتسنى لنا التحقق من هذه النسبة لأن Firefox لا يظهر في ترتيب StatCounter لمتصفحات الهواتف، وهذا قد يكون راجعا إلى النسبة الضئيلة التي يحوز عليها) وهذا راجع إلى تأخر شروع المؤسسة في توفير نسخة من متصفحها للهواتف الذكية.
وهو تأخر تسعى Mozilla إلى تداركه، حيث أن فريق تطوير نسخ الهواتف من متصفح Firefox يحتوي حاليا على 250 فردا، بعد أن كان عددهم لا يتجاوز العشرين العام الماضي، وهو ما يطرح مسألة الأموال الكافية لتمويل كل هذه الجهود من جديد، وما إن كان عقد Google الجديد –حتى وإن لم يخفض- كافيا لتغطية ذلك.
أما المشكل الآخر الذي تواجهه Mozilla فهي محدودية ما يمكنها القيام به في هذا المجال، حيث أنها لا تنوي إطلاق نسخة كاملة من متصفحها على نظام iOS نظرا لأن Apple تمنع استعمال أي محركات JavaScript غير المحرك القياسي. كما أنها أوقفت تطوير نسخة خاصة بنظام Windows Phone 7 لأن Microsoft تمنع التطبيقات المكتوبة بلغة C++، أو التطبيقات مفتوحة المصدر مثلما هو عليه حال Firefox.
ولا يبقى أمام Mozilla سوى نظام Android الذي تواصل العمل على إصدار خاص به رغم أن متصفحها على هذا النظام لم يتم تحميله سوى 4.5 مليون مرة من أصل 200 مليون جهاز يعمل على نظام Android، كما أن Google لن تلبث طويلا حتى تطلق إصدارها الخاص بنظام Android من متصفح Chrome، وهو ما يجعل من وضع Firefox جد معقد.
خلاصة القول، Mozilla تصرف قسما مهما من مداخيلها على تمويل فريق عمل متخصص في تطبيقات الهواتف الذكية، لا يقوم بتطوير تطبيقاته سوى لمنصة واحدة (Android) رغم أن متصفحه على هذه المنصة لا يحظى بنجاح كبير، ورغم أن حظوظه في الحصول على حصة كبيرة من سوق المتصفحات على Android من شأنها أن تنخفض بشكل كبير بعد دخول Chrome إلى الحلبة. تحت ضوء هذه المعطيات، هل تتوقعون أن يكون مستقبل Mozilla مشرقا؟